لمن يُذرفُ، هذا اللؤلؤ ُ
الأحمرُ ؟
الاحمرُ الصامتُ نطقًا بلونِ عباءَتِها
الجرحُ الغائرُ في الروحِ صرختْ ناياتُهُ
العطشى للصوتِ
الصوتُ المبحوحُ بنوبَتِهِ القلبية الصامتُ
الأخرسُ الصارخُ في ريحِ اللحظةِ.
قبل ان يُدفنَ حليبُكَ الشهمُ، أنبتَ على علَمٍ فوق النعشِ حكاياتٍ ليليةٍ واهازيجَ
(دللول دللول دللول الولد ي ابني دللول)
لم ينكسرْ قلبُ الجوعِ لكن هامةَ السهرِ مرفوعةٌ.
هززتُ مهدَكَ بالآهِ الشهمةِ حدَّ النزفِ الأخضرِ
والعمْيُ يراقبون كيف ينفطرُ الصبرُ ويعودُ منه اليهِ خجلانًا
لمْ ، لم ، حتى شابت نياطُ القلبِ ولمْ تشكُ
كي يلثغَ كالطفلِ
المدلَّلِ
اخوكَ الوطنُ أرضعتُهُ قبلَكْ
هدْهدتُ سريرَه قبلكَ
علمتُهُ كيفَ يكون الانقى الأحسنَ، الأرفعَ ،الأبقى
تخاصمنا مع الجبارينَ في الحارةِ
وسجّلتُ في البطاقةِ التوأمَ.
اترى جلالة َالجرحِ تحملُ نعشَكَ؟
وكم رصاصةٌ تهلِّلُ تدلِّلُ ذُبحَ الشرفُ بالنزفِ؟
الشرفُ المذبوحُ لا يحزنْ
الشرفُ ماضلَّ طريقَهُ يومًا
يا الله،،،
قد زُفتْ جناجلُه للقبرِ
وخرخشت دفوفُ
الاطفالِ لأجلِ ابنيَ المفطومَ من الدنيا ولأجل ابنٍ لم يُفطمْ
خمسةٌ وعشرون عيدًا
في النعشِ
فاستقبلْ ياقبرُ أعيادَنا
وكن الأرحبْ
سأنزعُ الثديينَ واضعُهما الشاهدةَ أيها الأرحب
سينُزُ حليبُهما مع الامطارِ
ويسقي ورودًا حولك
ستلتحم سماءٌ بسماءينِ
وتولدُ أجفانٌ للسنبلِ
السنبلُ لا يبكي ياولدي
وإن أبكوه قسرًا
ينحني قمحًا.
فالمشهدُ اكبرُ من الشعرِ
ومن الكلامِ الأسودِ حزنًا
سينبتُ مع المطر الحرملُ
يعوِّذُ القبرَ وينتظرُ المصباحَ القادمَ
الريَّانَ بشهدِ الضوءِ
ليُمسِّدَ غُرَّتَهُ ب "يا حي يا قيِّوم"
قيُّومُكَ هو الأوحد.
نمْ ، نمْ ياولدي
فالأشرفُ يُولدُ مرتينِ
مرَّةً من رحمِ الحُرَّةِ
وأخرى من رحمِ ترابِ الموقفِ.
الشاعرة والأديبة سفير النوايا الحسنة وفاء عبد الرزاق