ودمشقُ تمطرُ
حين تمطرُ
وحدَها تبقى دمشقُ
هيَ الشّآمْ.
لا بدّ من لغةٍ تلائمُ حالةً
تُغني المُحِبًّ عن الكلامْ.
لكِ وردةٌ في الرُّوحِ
أسقيها لغاتِ الشَّوقِ
كي يبقى هواكِ هو المَرامْ.
ماذا عليَّ
إذا رأتْكِ الأرضُ
حاملةً تراثَ الخِصبِ،
في يدك السَّلامُ
وفي عيونكِ
تنبتُ الأحلامُ خاشعةً
ويهبطُ فوقَ نبضك
صبحُنا المخفيُّ
في شوقِ الحَمام
إلى الحمامْ.
هل يُدركُ العشَّاقُ أنَّ الماءَ
سنبلةُ السَّماءِ،
تفورُ من كبد البحارِ
ضياءَ حُبٍّ،
في الفضاءِ تزورُ قمحَ يديكِ
أسرابُ اليمامْ.
وأنا أُهيّئ في المجازِ
بلاغةَ الأنهارِ
أُقرِئُها رؤى قلبي،
ودفْءَ الياسمينِ،
أعلّمُ النّسَماتِ كيفَ تهبُّ مفعمةً
بحُمرةِ خدّكِ،
.. الأّيامَ كيفَ تسيرُ نحوَكِ،
كيفَ ينمو
في يديكِ الأرجوانُ،
وكيفَ يقتربُ القطا
من حقلِ حّبكِ،
كيف يسقي الغيمُ شتلاتِ ارتباكي،
كيفَ تركضُ
نحوَ حضنِكِ كلّ أوقاتي
ليهنأ بعضيَ المكلومُ،
كيفَ أدرّبُ المعنى بقصدكِ،
والوصولُ
هو اكتمالُ الحُلْمِ في ثوبِ المنامْ.
وأنا وأنتِ
وهذه الذكرى تُعلّمُني لغاتٍ
لستُ أفقهها،
لغاتٍ تُشبِهُ النظراتِ
في تفسير ما لا أستطيعُ البوحَ عنه
سوى التّلفّتِ نحو مرآةٍ
تُريني نصفَ ما
قد كنتُ أجهل محتواه،
وما ظنَنتهما يدَيك على يدَيّ
وما تراءى من بعيدٍ
خلف أيقونات وحشتيَ الجديدة
وهي تنكت صمتَ قافلتي إليك
إلى المقامْ.
يا دُرّةَ المعنى
إليك إليك تختصرُ المعاني
ثم أدركُ من بنِي أهليكِ كيف أزيّنُ المبنى
وأبني رُكنَ بيتِ الشِّعرِ
محتفياً بأسماء الحنين إلى يديك،
أمرّنُ الآنَ القصيدةَ
كي تصيرَ يديك
في معنى الوصول إلى الشّآم.
&&&&&&&