1
كنتُ على شرفةِ الريح
أسامرُ عازف الساكسفون
وهو على رئتي يراقص النغم الدفيء
يحلمُ بالمدينة وأطفالها
وبالبحر وسفنه المغادرة في كل مساء
لا القفل مانع لهوى ذاكرته
ولا المسافآت المعبدة بالعسكر
كسرت ما بداخله من حنين
واقفٌ على صارية الفجر
ينادي طيور الصباح
للأحتفال بالبوح
والتقاطُ بذور الحياة .
2
بين أضلعي ..
وجذام الخوف
واقعٌ لايصعدُ بي للسماء
ولا يعيدني للأرض
الوقتُ يا سيدتي
حبلٌ على رقبتي
وأنتِ الظل والكتابة
دفتر أيامي بين اطارين
الأول يحملُ طيفك ِ
والثاني يوقعني في التيه
3
كبرتْ أحلام (فيض)
دون فاصلة تقطع المستحيل
وبين مطرقة وسندان
صارت الأحلام دون جمجمة
دون وعي
ففاض البحر ..
وانقطعتْ سرٍّت الليل عن واقع مسخ
لم نرفيه ما يشغلنا ..
ولم نعود للوراء ..
لأننا اختصمنا
جُبنَّا في قراءة الذاكرة المغيّبة !
4
بداخلنا ما لا تدركه خطواتنا
المدى أبعد من الرمش
وأنتِ كعادتك
تبتسمين ..
لعل شيء..
يقتلُ ما بداخلكِ من جاثوم .
5
ما عادت لنا رغبة في مدى ..
أقصره الفوضى !
وفي زمن مأفون بالغياب
تنحدرُ كل احلامنا من جفاف مخيف
وتموت قبل الوقت مشاعرنا
نظل نضحك دون رغبة في الضحك
لأن خطايانا مثقلة بالغربة
وببلاهة الخارج من من التيه .
6
كأنكِ عمري الذي قد مضى
بين شك طفولي وسر غريب
طرقتُ أبوابكِ الموصدة
وقلتُ : ما قلته للوطن
فمال الجسد الهزيل
ونحو التي ارضعتني
بحتُ بشيء غريب
فأدرك الليل سري
وأمات النهار حلمي البعيد . !
7
وتسألني هل للكتابة ما للريح من وجعٍ ؟
وكيف لا ..!
وثكلى الملاحم صحوة الجمر في الرماد
أعيدوا لنا ما لم نستطع إيقاظه
وما لم يُعيدنا للنهار ..
كي لانموت من غفلة الفقد. !
8
سنواتك يا شبلي ..
شاب فيها العمر ولم ينحني
ولم تكن بينكَ وبينه ما يكسرك
لك ما للصدى من رهبة
لأنك صوتٌ جهوريٌ في المدى
وحكايات لاتعرف موت الفجئة
ولا تعوي كما تعوي الذئاب
صمتٌ بغيض يحيطُ بنا
وكلاب البرية تحوم في واقعنا الكسير ..
آه على امة تحتضر وهي في في سبات عميق.!
9
هي المدينة .. مهما بعدت
اشلاءأطفالها تتوزع في طرقاتها
ورجالها ونسائها يقتاتون القديد .!
10
وعدتُ بذاكرتي أفتحُ دفاتري القديمة
أحملُ سرها الدفين بين خافقي
أتخيلها في هدأت الليل قمراً ..
يطلُّ من شقوق نافذة غرفتي
يلوَّح لي بضوء احلامها الشفيف
كأنها والنبض متحدان في جسدي
تداعبني بهمس وبوح حنون
تكتبُ فوق دفاتري البكر رسائلها
دون حياء تُعرِّي إنتظاري بعطر دفئها ..
وكلما خفت الضوء..
نقر القلبُ طيفها وعاد ..
يُحرك أغصاني العذراء
يتركني أتقلب فوق صفيح ساخن ..
يشدني الظمأ للماء
نبعٌ لايفتحُ للشواق ينابعه
ولا يعرفُ من الريح سوى الهدير!
انتهت 3-ابريل 2025