مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view
الأنف الثانية
قصة: الأنف الثانية بقلم: الكاتب: يشبال، المترجم: مجيب الرحمن (من الهندية)   ع
view
شقيقتان
قصة: شقيقتان بقلم: الكاتب: منشي بريم تشند- المترجم: قمر شعبان (من الهندية)   ا
view
إِسْــــــــرَاءْ
قصة: إسراء بقلم: د.علي التاجر/ البحرين   تذكرتكِ، فانفلق قلبي وأغْصَنَ أغنية
view
النحلة والفيل
قصة: النحلة والفيل بقلم: أحمد خيري/ مصري مقيم في هولندا   اليوم تعالوا معا نت
view
الوجه الجميل
قصة: الوجه الجميل بقلم: سريعة سليم حديد/ سوريا   لملم الشفق حرائقه، مضى مخلف
view
تلك الرائحة
قصة: تلك الرائحة بقلم: أحمد طوسون/ مصر     أول من علقت الرائحة بأنفه كانت
view
رحلة رفقة بورخيس
قصة: رحلة رفقة بورخيس بقلم: محمد أكويندي/ المغرب   "إن الخيال البشري أداة
view
طالبتي التي تُشبهني
قصة: طالبتي التي تُشبهني بقلم: عباس سليمان/ تونس     صباح الخير. قلتُ
view
التفاح الأحمر الحزين
قصة: التفاح الأحمر الحزين بقلم: ميَّادة مهنَّا سليمان/ سوريا   رَنَّ جَرَسُ
view
انبعاث
قصة: انبعاث بقلم: ساسي حمام/ تونس   اصعد مدرج نهج (العروسة) ببطء ... أصل إلى الد
view
دموع المكان
قصة: دموع المكان بقلم: د. مسلم الطّعّان/ عراقيّ مقيم في أستراليا   في أيام طف
view
إشارة هوائية
قصة: إشارة هوائية بقلم: أُسيد الحوتري/ الأردن   انطلقتُ من مدينة (قلقيليةَ) ا
view
لا يموت نوفمبر
قصة: لا يموت نوفمبر بقلم: بن دحو نبيل/ الجزائر   ستّون عاما مضت، ولم تُمح من ذ
view
كلارنيت
قصة: كلارنيت بقلم: د. علي التاجر/ البحرين     *كلارنيت: آلة نفخٍ موسيقية ذ
view
مزامير يومية
قصة: مزامير يومية بقلم: عباس داخل حسن/ فنلندا                 &nbs
view
حلم أبي صلاح
قصة: حلم أبي صلاح بقلم: عبدالله محمد الفتح/ مورتانيا   الباخرة تمخر عباب الب
view
القرد الذي توقّف عن القفز
قصة: القرد الذي توقّف عن القفز بقلم: مجيب الرحمن/ الهند   في قلب عاصمة البلد،
view
قُدوَة حسنة
قصة: قُدوَة حسنة بقلم: محمد أجمل/ الهند   آه يا زوجة أخي! لقد جعلتِني رهينة لك
view
مالك الحزين
قصة: مالك الحزين بقلم: نضال البزم/ الأردن   لَمْ يَكنْ أحـدٌ في المنطقةِ يَق
view
أفراح التّدليس ومصارع الصّادقين
قصّة: أفراح التّدليس ومصارع الصّادقين ([1]) بقلم أ.د. سناء الشعلان (بنت نعيمة)/ ال
view

مجرد سؤال

Qutoof Al-hind - ISSN: 2583-5130 - مجلة قطوف الهند، المجلد 3، العدد الأول والثاني 2024
December 01, 2024
17 


قصة: مجرد سؤال

بقلم: أ. د. أحمد علي محمد/ سوريا

(1)

     في تلك اللّيلة التي غابَ فيها القمرُ ، وغفتْ الكلماتُ في قرارةِ الذاكرة ، عاودَهُ  داءُ الكتابة ، وخامرتْهُ نزوةٌ عابرةٌ ليؤلِّفَ قصةً ساخرةً يستميل فيها بعضَ الأذواقِ ، وقد حارتْ به السُّبلُ في إيجاد خيوط الحكاية بعد أن عصته اللّغةُ ، وأدارت له الحروفُ ظهورَها ، وهو لا يتورع في مثل هذه الحال من الانقضاض عليها بغيةَ ذبحِها  بحدِّ القلم ،  وسفحِ دمائها بين السطور ، وتدنيسِ عذريتها بالمداد الأسود ، إذ لم يعتدْ طيلةَ مزاولتِهِ صنعته  خروجَ الكلمات عليه ، وتمردَ الحروف على سلطته .

  وعلى كلِّ حالٍ لم يكن أديباً بارعاً في حرفته، إذ لم يكتب في زمانه كلِّهِ قصةً واحدة تأتلِفُ فيها الحكايةُ مع اللُّغة ، أو ينسجم فيها اللَّفظ مع المعنى ، من أجل ذلك كانت سيرتُهُ مع الكتابة صراعاً واقتتالاً وعُنْفاً ونزيفاً يُدمي نهاياتِ الأحاديث ، ولهذا لم يرَ سُجُفَ الخيال لامعاً إلا من خلال مُعترك تنداحُ فيه الأفكارُ في عالم يُؤذن بالإباحية والتّحلل و القتل  ، وكما أنّ الكلمات في قصصه ضحايا بريئة ، كذلك كانت الأفكار مكممة الأفواه مستلبة الإرادة ، لا تمتلك فضيلة التطلّع إلى الحرية والخلاص ، وأيّ خلاص ذاك الذي يروم إطلاقه في خِضَمّ اختناق الكلمات الحبيسة في زنزانة الذاكرة المظلمة؟

  كانت الأسبابُ الجوهرية التي تقضي على إحساسَهُ بروح اللّغة الطليقة عائدة إلى شغفه بتصوير حكايات الناس المعذبين ، وقد انكشف له طرفٌ في خياله المعتم ، فحواه أن الظلام الرهيب من حوله ليس شيئاً غير نفسه، والآن حان الوقت ليكشفَ جُزءاً من ذاته فيدخُلَ لأوّل مرة من خلال القصة إلى العالم من باب الذات ، غير أنّ ما أفسد عليه متعةَ المكاشفة أنَّ نفسه خالية كصحراء وموحشة كقبر ، ومع ذلك فلديه عزم على تخيّل ما يمكن أن يبني بوساطته قصةً  تختلف عن سائر قصصه .

  أخفق تلك الليلة في تأليف جملة واحدة تَحْسُن أن تكون نواةَ قصة مثيرة ، وأيقن أنّ خيوط القصة هذه الليلة قد أُفلتتْ من بين يديه ، فأراد خلافاً لطبعه أن يدعَ اللّغة ساكنة ، والكلمات قارة في الأعماق ، وفي صميمه رغبةٌ مضادة للكتابة لا تريد أكثر من أن تتصيدَ شيئاً من الهدوء الذي تلتذُّ به عوالمُ أخطأت في ضَمِّهِ إلى شرعتها ، وكان عليه أن يستأثر بخوفه وقلقه وهمومه ، لتمضي به رحلةُ الشّقاء إلى النهاية من دون أن يُبدي لوناً من الاحتجاج أو يظهرَ صوتاً رافضاً في سماء تضجُّ بالهدوء وبالصخب في آن.

    أطلق من نفسه كلَّ الأسئلة الحائرة ، وضعها في وعاء الذاكرة ، محاولاً دفنَ نفسِهِ في مساحة ضيقة يحصرها جدارانِ مُتقاربانِ، لم يتركا بينه وبين الأرض مسافةً يمكن أن تسبحَ فيها نوارسُ روحِهِ التائهة ، فبدت الدنيا عليه أضيق من ثقب إبرة ، وكذا اللّغة اختُصرت في سؤال واحد ، لا بل في كلمة واحدة امتلكها رجل ليس من طبعه تذوق الكلمات ، من أجل ذلك ، لم يفكر ملياً في مساحة أوسع تسبح فيه الأحلام وتنداح فيه الرؤى ، فالحُلُمُ  لم يستجمع في تلك الليلة اللعينة بين أطوائه إلا خيال ثلة رجال  أشداء ، غاصت البنادق في خواصرهم  الممتلئة ، وغابت أجزاء من جُعَبِ المخازن في صدورهم المنتفخة ، وقد تدلت من فوق أحزمتهم بطونٌ ممتلئة ، لا يَصْدُرُ عنها إذا ما ضاقت إلا فحيح الأفاعي ، وفي ذلك أبلغ الدلالات على تحطيم غلائل الأحلام الرقيقة ، وسجوف الأضواء اللامعة ، وكيف لذاك الحُلُم أن ينقضي وقد جُبِلَ بالأرق وعُجِنَ بالخوف ، وهو لا يستطيع إلا أن يترك كوابيسه تجتاح ذاته القلقة من دون أدنى محاولة للهروب إلى الأمام ، بعدما  شُغِلتْ  مساحاتُ الحسِّ بالأشباح التي تريد اقتلاع ذاته من ذاته ، وتريد أن تفرغه من محتواه ليكون صندوقاً فارغاً ، أو تَحْظُر عليه السباحة في عوالم الوهم، وكان لا يزال إذ ذاك يهوى الشموخ ، ويُحِبُّ أن يملأ رأسه بالأفكار ، بوصفه صاحبَ قلمٍ وذا كلمة محترمة مسؤولة تُلزمه بممارسة جُنْحة الكتابة.

    هذه سيرتُهُ المعذبةُ ، ملخصها أنّه محسودٌ مما يشكو منه ، وما يشكو منه في قرارة الأمر خطير ولذيذ في آن ، خطورته في كون بضاعته كلمات ، واللّذة في ذلك أنّه أحسنَ خنقَها، ولاسيما حين  كان يضعها عَنْوَة بين السطور ، بيد أنّه في الآونة الأخيرة قرر أن يتركها في سباتها ، ويمضي مع أوراقه الخالية، وأوهامه الكاذبة إلى أن يطلع النهار ، والذي باغته مع تباشير الفجر أن عدداً من شذاذ الآفاق  حطموا هدوء الحي الذي يسكن فيه ، وهو يرقب خطواتهم من خلف النافذة ، إذ سرعان ما توجهوا إلى منزله وكأنهم يعرفونه من قبل ، صَعِدوا جميعاً مع أسلحتهم في المصعد الضيق ، وكانت البنادق إذ ذاك موجهة إلى الأعلى ، ولما وصلوا إلى الطابق الذي يسكن فيه ، اتجهت البنادق تلقائياً نحو باب شقته ، وهو كان بالانتظار يرقب مجيئهم من كوة في الباب ، ولم يمهلهم ليدقوا بابه بل جعله مشرعاً أمامهم ، ومن دون أية كلمة وكزه كبيرُهم قائلاً : أُمرنا بدهم  بيتك ، سر بنا إلى الشرفة التي ترقب من خلالها ضوء القمر ، أو إلى تلك التي تحبس فيها الكلمات . ومن دون أدنى تردد قادهم إلى الشرفة التي تكدست فيها الأوراق وتراكمت فيها الأوهام، فقال قائل منهم : أخبرنا بالتفصيل الممل ماذا كتبت فيها ، ومنذ متى وأنت تستبيح الكلام، وتستأثر لوحدك بسحر الكتابة ، وحرارة المناجاة ، مع من تتعامل ولمن تكتب ، وإلى متى ستبقى صامتاً وأنت في لجة تيه ، أجب وإلا ...

  قال على الفور:  تلك الأوراق خالية ، وكنت قد حاولت هذه الليلة استدعاء بعض الكلمات ، لأفض فيها عذرية الصفحات الناصعة، لكنها كانت نائمة كالعادة ، أو أن رغبتها في مغامرة غزلية مع الأوراق قد انتفت ، وقد أعياني استدراجها كالعادة على الأوراق ، انظروا إنها فارغة وليس فيها خط واحد ، وأنا بناء على ما سألتم أكتب للطيور وللقمر وللفراشات الصغيرة ، فقد كان بوسعي أول الليل أن أصنع للطيور كلمات تغنيها ، وللفراشات أجنحة من نور تحلق فيها ، للقمر وشاحاً يتزين فيه ، أكتب لمن لا يجيد لعبة القراءة ، وأكتب لمن لا يعي سحر الحروف ، ولا يعرف  تأوّل الكلمات ، أعلمهم بإصرار أنّ الكلمة لا تصنع حياة من دون لسان ، وكل ما ذكرت يا سيدي ، ليس له كلمات، وليس له لسان ، لكني اليوم بالتحديد لم أبُحْ للفراشات وللأقمار وللعصافير بأي سِرّ ، وصدقوني إنّ قضيتي الوحيدة أنني لا أزال معتصماً بحبال الصمت .

   ردَّ عليه رجل حليق الرأس مطلق اللحية طويل الشاربين: لا نصدّقك ولا نكذّبك ، وما ذكرتَهُ لم يَلْقَ في أسماعنا أيّ صدىً ، لأننا لم نعتدْ على سماع الكلمات ، نحن لا نعرف سوى تنفيذ الأوامر ، وما يخصُّك أنت بالذات شيء يسير ، فقط مجرد سؤال ثم تمضي في سبيلك .

(2)

    في غرفة مظلمة، أُلقي كما يُلقى ثوبٌ بالٍ ، ارتطم بجدار سميك خشن حزَّ ذراعه كما يَحِزُّ القلم بريشته الصفحاتِ الناعمةَ ، ثم سقط على صدره ، وقد اختلطت أنفاسه برائحة عفنة  ملأت منخريه ورئتيه لتغلق نهائياً مجرى التنفس ، يدفعها بزفير متقطع يرافق نشيجاً يصدر من أعماق جوانح تحتضن قلباً متعباً.

 تُركَ في غيابةِ الظلمة مع أنفاسه الحرّى ، وهو يحاول تصيد حُلُمٍ تائهٍ في رحيل الكلمات ، ليأتيه صوتٌ غليظ دهمه مع حذاء ضخم وضع على مقربة من منخريه ، يأمره بالوقوف والاستعداد لمقابلة رئيس فراع الأمن العسكري. لملم قطعاً من نفسه كانت قد تناثرت في زوايا مقززة ، وبعامل الضوء وعى أنه لا يزال جسداً واحداً ونفساً متشظية ، طلب من صاحب الحذاء الضخم أن يساعده على النهوض ، بيد أنّ تلك الأمنية كانت صعبة التحقيق ، لأنّ ذا الحذاء تجرّد من معناه ، وخلع عن نفسه لبوس البشر بعد أن انتعل ذلك الحذاء الكبير ، فقال له بصوت أجشّ يخرج من فم تخمرت فيه سحائب التبغ : قم وإلا ...

   عاد ثانية يستجير أطرافه والجدار ، لينتصب كشجيرة غضة ، أخذه صاحب الحذاء الضخم بقبضة وحشية ، ثم وقف خلفه ساحباً ذراعيه بعنف ، مكبلاً إياه بزردة حديدية ، وبحركة سريعة تناول عِصَابة كانت بحوزته ، ليعصب عينيه ملغياً بذلك آخر خطوط الضوء التي كانت تتسلل  إليه من زاوية في الباب .

    دفعه أمامه دفعات متتالية ، وكان كشف ظهره للكم والوكز ، وقد قرر أن لا يئن مهما اشتدت الضربات ، وأن لا يردَّ مهما جرحت الكلمات ، أراد أن يثقَ بالصمت ، ويحاربَ بالسكوت ، وبعد هنيهة وصل إلى المكان الذي يعجّ بأصوات المخطوفين ، وقد استأنس بصرخات آدمية ، وامتلأت أذنيه بأنين المعذبين وبأدعية المظلومين الذين تمزقت أحشاؤهم وهم يصرخون إننا أبرياء ، يخنق عبراتهم لكمٌ وضرب وحشي على الرؤوس والصدور والأقفاء ، وأوجعها على أفئدتهم كلمات قاسية تستجيب لتوسلاتهم المحزنة بالشتم وتمزيق الأعراض ، فأدرك حينئذ أنّ الكلام متآمر خسيس يستجيب بسرعة  للألسنة البذيئة الظالمة ، ويستعصي على ذوي الأفواه المكممة ، والقلوب الجريحة ، والصدور العارية ، لقد خلت الكلمات في ذلك الموقف من الرأفة ، وانتصرت لأصحاب الأحذية الضخمة ، وأصحاب اللحى المتدلية بغير تشذيب ، وصار العالم في هذه البقعة حكراً على فئة قليلة تتحلى بفضيلة التكلم .

  أسندوه  إلى الجدار ريثما يحين دوره في لقاء  رئيس الفرع، وقد طال عليه الانتظار، فبدا قلبه إلى التوقف أسرع منه إلى موعد المقابلة ، ارتخت ساقاه ، فترك جسده يتدلّى على الأرض كمن أراد أن تعلو قدماه رأسَهُ وَفْقَ تشكيل غير اعتيادي ، معبِّراً عن رغبة في السقوط ، وتوديع دنياه وهو مسترسل ومُذعن لكلّ ما يمكن أن يُتهم به ، وهو  يعرف  متيقناً أنّه سيموت من دون تهمة وبلا ذنب ، ولكنّه يريد أن يستمتع بالموت مسترخياً وحوله عالم صاخب من الأصوات الضعيفة والصراخ العنيف  .

  جاءه صاحب العضلات المفتولة مفسداً عليه لحظات النهاية تلك ، فانتشله بقبضة فولاذية ، وصوته العنيف يعصف في أذنه قائلاً : أنت تحسن التمثيل ، تريد أن تتظاهر بالمرض والضعف ، ولكنّي سأعلمك كيف يكون الضعف الحقيقي والموت الزؤام.

(3)

    وُضعتْ على كتفه يدٌ ناعمة ربتت عليه بحنو غير معهود ، وبلطف جمٍّ جذبته إلى جهة لا يعرفها ، ثم جاءه صوتٌ رقيق : انتبه أمامك العتبة ، نخاف عليك أن تتعثر ، ذهل من رأفة لم تكن بالحسبان ، فقال بضع كلمات : هل حياتي لها قيمة في هذا المكان ، ردَّ عليه صاحب اليد الناعمة والصوت الرقيق : طبعاً ألست كاتباً مثقفاً ، إذن أنت مهم ، فمن هو مثلك  يستحق التكريم والتبجيل ، وهل هنالك من يضاهي أصحاب القلم ، لا عليك حياتك عندنا ثمينة ، وكلماتك التي تخطُّها في الكتب والمجلات كنوز عندنا ، وقد لا تتصور أننا حين لا نقرأ لك قصة أو مقالة لا نعدُّ ذلك اليوم في أيامنا ، وعلى كلّ حال فأنت هنا في ضيافتنا ، إننا أخوتك وذويك ، وعليك أن تتيقن أنّ وجودك هنا لسبب ، وهو سبب جوهري كما أظنّ ، واطمئنْ سوف تحتسي الكركديه الساخنة في الداخل وتتكلم كما تشاء ، وسيكون الجميع ممن يستمع لأحاديثك ، والآن اسمح لي أن أخذك إلى رئيس الفرع الذي اشتاق لسماع كلماتك ، وهذه فرصته في الحقيقة لكي يراك شخصياً بعد أن أُعجب بك من خلال ما تكتب ، وها قد آذنت له الظروف برؤيتك شخصياً ، ولسوف يفرح كما أظنّ بأنّ زمانه جاء مع زمانك ، إذ سيتفاخر بلقائك أمام أفراد أسرته وزملائه.

  استولى عليه العجب ، وتضاعفت دهشته مما سمع ، وقد عاد النبض إلى قلبه متوازناً ، وقال في نفسه: ها قد عرفت الآن طرفاً من حقيقة المكان الذي أنا فيه ، فما كنت سمعته منذ قليل كان مجرد مؤثرات صوتية تستهدف امتحان أعصاب المعتقلين ، لمعرفة معادن الرجال ، إنّه اختبار وكنت أتمنى أن أتحلى بالصمود قليلاً أمام تلك الصيحات المستجيرة والأصوات المعذبة ، وأنا بلا شك سأكون في حرج شديد وأنا واقف أمام رئيس الفرع الذي سيعاتبني على انهياري وعدم صمودي ، ولكنّي قد التمس لنفسي عذراً، وهو أنني لا أصمد بوجه الكلمات عادة ، فهزائمي معها يشهدها الورق على الدوام ، ومع ذلك فإنّ الكلمات التي سمعتها اليوم قد لا تكون حقيقية ، وهذا بالتأكيد طبيعي  فعيناي كانتا معصوبتين ، وقد صدق من قال : لا تصدق كلّ ما تسمع ولا نصف ما ترى.

(4)

  وقف أمام رئيس الفرع، مستعداً للإجابة عن أيّ سؤال ، وكان هنالك شعور يجول في خاطره ، لماذا أبقى إلى هذه الساعة مقيد اليدين ومعصوب العينين ، أليس ذلك يوهم بأنّ كلمات صاحب اليد الناعمة والصوت الرقيق لها مغزى آخر غير الذي تناهى إلى مخيلتي ؟

  قال رئيس الفرع بصوت مسموع : ليس هنالك ما يدعو إلى تعريف نفسك ، فأنت معروف لدينا ، ولاختصار الوقت ، أريد أن أقول لك إنّك هنا لمجرد سؤال عابر ، وبوسعك أن تنصرف حالماً تجيب عنه ، والآن : أنت لا تتكلم ولا تحتج ولا تناهض ولا تجيب عن أيّ قضيةٍ تُسألُ عنها من قبل جيرانك وأصحابك وأقاربك ، ولم تُبْدِ رأيك فيما يدور حولك ، ولم تتورط في حياتك في كلمة أو تصريح ، ولم تذكر شيئاً يحمل لك شبهة الاعتراض أو التذمر ، ولم ترتكب أيّ فعل يدعو للتساؤل ، ولم تزعج في حياتك شخصاً ولم ترتكب جرماً ، وليس لك مساحة تشعلها في الحياة سوى بضع صفحات على الورق تهيم فيها ، ومضمار من الخيال تطير فيه  . وهذا كلّه عندنا قريب من الشبهة التي تستلزم التوضيح ، فهات ما عندك.

  استجمع قواه كلّها ووضعها تحت لسانه ، ثم حرّك الكلمات التي كانت تقبع في تجاويف فمه ، محاولاً اختيار أبلغها للردّ الشافي عن سؤال الزعيم ، وقد لا حظ أنّ السؤال فيه أكثر من طلب ، لذا فمن الطبيعي أن يكون لديه متسع من الوقت ليتكلم على سبب صمته ، لأنّ شبهته فيما بدا له أنّه بقي صامتاً ، وقد أيقن أنّ المقولة التي يعرف سحرها جيداً " الصمت من ذهب" لن تنجيه اليوم ، وهو لا يزال مرتهناً في قبضة حديدية ، وقد حارت به السبل من أين يبدأ ، وما الكلام الذي ينقذه من هذه الورطة ، وما النتيجة التي سوف يستخلصها  الزعيم بعد سماعه .

  تدافعت كلمات في البدء على لسانه ، ولكنها لم تكن بالفصاحة المرجوة ، مط بعض الحروف التي تكشف أسئلة أكثر من تعبيرها عن قرارة ما يفكر به ، فضرب رئيس الفرع يده على الطاولة قائلاً : لا تتلاعب بالكلمات ، صبري نفد ، وليس لديّ وقت للاستماع إلى فنون البلاغة وألوان الفصاحة ، قل باختصار لننهي المسألة ، وأحذرك من التزيد والثرثرة .

 كانت هذه هي المرة الأولى التي يأمره أحد بحبس كلماته في سجن فمه ، ابتلع مقداراً كبيراً منها كان يتمنى أن يلقيها على أسماع ذلك الرجل الحديدي ، ولكن الوقت غير مناسب ، وليس لديه سعة ليقول كلّ ما يريد ، وتذكر على الفور كلام صاحب اليد الناعمة والكلمات الرقيقة ، أنّه سيُعطى الوقت الكافي للحديث ، ولكنّه فيما يبدو أساء فهم مقالاته ، فلعلّ ذاك الرجل أراد أن يقول له : قُلْ ولكن بإيجاز ، وهذا كلام سليم فمن يحتمل اليوم كلاماً مُسْهَباً ؟

  نعم يا سيدي إنني كنت أفضل الصمت ، قاطعه رئيس الفرع، ومن سألك عن رأيك في هذه المسألة ، أسألك لماذا تصمت؟

  فتح فمه ليجيب وقبل أن تنزلق من لسانه كلمة واحدة ، نهره  قائلاً:

ـ هذا يكفي لقد اعترفتَ ، ثم استدار إلى الكاتب قائلاً : اكتب لقد اعترف بكل شيء ، بعد أن أُعطي الوقت الكافي للإجابة بحرية عن السؤال الموجه إليه.

    حمص: 18/9/ 2012

 

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal