مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

أحببتك دون أن أراك

Vol No 1, Issue No 1- مجلة قطوف الهند
January 18, 2022
989 


أحببتك دون أن أراك

قصة قصيرة
بقلم: محمد أجمل / الهند

في إحدى ضواحي مدينة تشيناي، كانت تعيش ليلى ذات الثالثة والثلاثين من العمر، وتعمل في مكتب محاماة كمساعدة محامي ترتب الملفات وتنظم المواعيد، بعدما تعاطف معها هذا المحامي وشغلها معه كمساعدة له في مكتب السكريتارية، الحقيقة أنها لم تكمل تعليمها لكونها يتيمة الأب، وهذا ما جعلها تترك مقاعد الدراسة مبكراًً، وتصبح هي المعيل الوحيد لأسرتها التي تتكون من ثلاثة إخوة، مؤخراًً، ومع اندلاع وباء كورونا مرضت أمها ودخلت المستشفى، ليتراجع نشاطها في العمل وتتأخر باستمرار عن العمل، وفي صباحات أحد الأيام وصلت متأخرة، فاستدعاها مديرها في العمل، لتتلقى منه إنذارها الثالث مهدداًً إياها بالفصل من العمل، وذلك بعد أن تراجع أداء عملها في الفترة الأخيرة، وأصبح رأسها الصغير مثقلاً بالهموم.

عادت إلى مكتبها مثقلةً أكثر بالأحزان، ولتروح عن نفسها فتحت حسابها على الفيسبوك، بالرغم من قلبها الذي يذرف دمعاً صامتاً، حزناً على أمها القابعة في المستشفى وعلى نفسها من توبيخ مديرها لها، وإذ بها تتلقى إشعاراًً جديداًً، طلب صداقة من شخص يدعى خليل أحمد، ضغطت على زر قبول الصداقة دون شعور، فهي تسبح في عالم آخر، مليء بالأحزان وجروح قلبها لا تلتئم...

فوراًً وبعد قبولها الصداقة، سمعت رنة رسالة الماسنجر، لذلك المجهول

  •  يقول: "أسعد الله أوقاتك، أنا خليل من دلهي، في التاسعة والعشرين من العمر، أعجبتني منشوراتكً، وتَمَلَّكني الفضول لمعرفة صاحبة المشاعر الدافئة، هل يمكننا التعرف؟

تلقت ليلى الرسالة باستغراب؟ ولم ترد عليها.

فيما خليل على الجانب الأخر بقي منتظراًً... وانتظر لدقيقتين ليكتب رسالة أخرى.

  • خليل: "يبدو أنني لم أحظ باهتمام الأميرة كصديق!!".

هنا ابتسمت ليلى وهي تقرأ جملته الأخيرة، ثمّ راحت تلقي نظرة على صفحته الشخصية، وجدتها حافلة بآيات قرآنية وفيديوهات باعثة على الراحة، واطمأنّت لتلك اللّمسات الروحانية، مما جعلها تتناسى قليلا موقف مديرها، وعلت شفتيها ابتسامة خفية، وقالت في نفسها: "ممتنة لك يا خليل". وردت عليه هذه المرة بعدما غمرتها موجة من الراحة اتجاه هذا المتحدث اللبق.

  • " اسمي ليلى، من تشيناي، أشكرك على الصداقة". 

فرح ابن دلهي باستقباله رداًً منها، ثم أردف القول.

  • : "كم ربيعاً مضى عليك يا ليلاي؟". 
  • "ربيعاً؟ أضحكتني قل خريفاً، عمري ثلاثة وثلاثون خريفاً".
  • "ولمادا الخريف"؟
  • "لأني فقدت فيها أحبابي، وتعاقبت فيها همومي، وتعالت فيها آهات أحزاني، وتناثرت فيها أفراحي كما تتناثر أوراق الشجر في فصل الخريف، ثم إنّ اسمي "ليلى".
  •  خليل: "ما شاء الله، العمر كله".
  • ليلى: شكرا..
  • خليل: لكنّي لم أخطئ الكتابة، أنت ليلى عند البقية وليلاي أنا. ثمّ لماذا كلّ هذا التشاؤم يا ليلاي؟ لماذا تصفين أيام عمرك بالخريف، أنا متأكد أنك جميلة، ولطيفة، وحسنة المنبت، وطيّبة الخلق".
  • ليلى: هذا من لطفك وذوقك.
  • خليل: هل يمكننا أن نتحدث صوتاً لو سمحت؟
  • ليلى: نعم.

رنّ الهاتف وقد امتلأت شاشته بصورة خليل الشاب، الوضئ الوجه، حسن الخلق والخلقة، فقد كان يتاجر في القماش والحرير، وهو ابن تاجر كبير في دلهي. وتناهى إلى مسامعها صوتٌ دافئ، وكلمات تفيض حنانا، أرغمها بلباقته أن تكلّمه وتسرف معه في الكلام، كأنّه شخص مألوف لقلبها، مؤنس لوحدتها منذ زمن، لقد كان خليل كالبلسم لجروح ليلى المؤلمة، وتبادلا أطراف الحديث، حكى كل منهما آماله وأهدافه للآخر، وامتد الحديث بينهما طويلا في مكالمة دامت لساعتين تقريبا، وانتبهت ليلى من أنه قد حان موعد مغادرتها للعمل.

 وأخبرت خليل:"يجب أن أغادر الآن يا خليل".

قبل أن تنتهي المكالمة طلب منها رقم هاتفها، لكيلا تغيب عنه بغياب شبكة المكتب، فسردت عليه أرقام هاتفها الواحد تلو الأخر دون تردد صفر تسعة...الخ ودون أن تفكر مليا وأقفلت الخط، وبمجرد إنهاء الاتصال، رنّ هاتفها، "ليلاي اشتقت لك".

لم تكن حروف خليل مجرّد حروف عاديّة كالتي يكتبها النّاس ويتواصلون بها، كانت كومة من المشاعر اللطيفة، ولم تكن ليلى معتادة على هذه الأحاسيس، التي داعبت قلبها ولامست مشاعرها المدفونة، وسط آلامها منذ زمن بعيد، اعتادت المسكينة على العطاء فقط، ولم تسمح لنفسها أن تعيش كباقي الفتيات، تحلم، تحبّ وتتزوج، بل حرمت من حلم ارتداء فستان الزفاف كّأي فتاة أخرى، وامتلاك أسرة وأطفال.

ركض بها العمر وعبرت بها السنوات إلى الثلاثينات، لكنّ ظهور خليل المفاجئ وكلماته غيّرا مجرى حياتها، بل غيّرا نبضات قلبها، وأصبحت تطير فرحاًً، وبدا ذلك جليّاً على محياها، وصلت ليلى إلى بيتها وملامح وجهها تنبئ عن سعادتها الغامرة- على غير عادتها-. 

  • قالت لها فاطمة: "هل أنت ليلى يا أختي؟"
  • ضحكت ليلى قائلة: "وهل ترين غيري؟"
  • قالت أختها: "لا! لكنني لأوّل مرّة أراك سعيدة بهذه الطريقة".

لقد أمضت ليلى يومها بنشاط وحيويّة، وكلمات خليل ترافقها كل لحظة، وهي تداعب مسامعها منذ انتهى اتصالهما. وفجأة خافت من التعلق به، ولكنّ شيئا ما كان يدفعها نحوه بل ويجرفها إليه، فقد استطاع في مكالمة واحدة أن يلفت انتباهها ويجعلها متفائلة بل لم تعد خائفة من المستقبل.

استيقظت الفتاة المغرمة صباحاًً على رسالة خليل "ليلاي صباحك جميل كجمال وجهك وكإشراقة ابتسامتك"، ثم اتّصل بها.

  • خليل: "كيف حالك حبيبتي": 
  • ليلى: "لالا! أنا أختك الكبرى".
  • خليل: "ألست كذلك، أنت ليلاي، منذ البارحة لم تغيبي عن بالي لحظة واحدة، هنيئا لك قلبي يا أميرة فؤادي".
  • ليلى: "أنا أكبر منك وبعيدة عنك، رجاء لا تنادني بحبيبتي، فالمشاعر قد تؤذي صاحبها كثيراًً إذا ما خذله الطرف الثاني". 
  • خليل: "لقد أخبرتك أنّي لا أعترف بالأرقام يا حبيبة خليلك، هي مجرد أرقام سواء كانت عمراًً أو مسافة، وأنا أصارح الآن بأنني أحببتك يا ليلى، نعم أحببتك، ما في قلبي ليس مجرّد إعجاب، إنّما هو أعظم من ذلك بكثير، طيلة الليل لم أنم، لأني مفتون بك".
  • ليلى: أحببتني دون أن تراني؟؟ 
  • خليل: "أجل! لقد أبصرتك بقلبي، كلماتك نسجت صورتك البهيّة عندي، وأستطيع أن أصفك بدقة متناهية، وأنت عندي أجمل فتاة في الهند بل في العالم كله، مع قلب طاهر ناصع البياض وملامح وقسمات تسحر عينيّ، خفيفة الظلّ، ودودة، وقد أثلجت صدري بلباقتك، ولن أرضى بك إلا أن تكوني زوجة لي. فهل تقبلينني زوجا لك؟

لم ترد ليلى على طلبه، فقد سمعت طرقاًً شديداًً على الباب، ركضت نحوه دون أن تغلق الاتصال، فتحت الباب وقالت:"مرحبا خالتي أمّ أحمد".

احتضنتها جارتها أمّ أحمد وهي تبكي بحرقة، "حبيبتي ليلى عظّم الله أجرك بنيّتي لقد عدتُ من المستشفى للتو، أمّك سلمت روحها إلى بارئها يا صغيرتي، سقطت ليلى من هول الصدمة وأغمي عليها، فالانتقال السريع من شعور الفرح والابتهاج إلى شعور الألم والفقد أمر لا يتقبّله عقل ليلى، بعد ساعتين من غيبوبة تامّة دخلت فيها ليلى واستفاقت على هول فاجعتها بأمّها، ومسؤوليتها الجديدة، فقد أصبحت الأمّ والأب لأخوتها الصّغار.

 كان الأهل والجيران حولهم، يحاولون أن يخففوا من مصابها الجلل، لكنّ ليلى كانت بحاجة إلى صوت يطمئن قلبها به وبأنّه بجانبها، يواسيها على ما تعانيه وتكابده، ويحاول أن يخفف من ألمها وعذابها بقليل من الحبّ الذي فقدته بين يوم وليلة، يشعرها أنّ حملها هو حمله، وأنّ وجعها يؤلمه كما يؤلمه، ولقد كان خليل يقوم بهذا الدور دون كلل أو ملل.

مرّت ثلاثة شهور... دون أن يغيّر معاملته معها، أحسّت ليلى أنّ الله بعث لها خليلا نعمةً في وسط الابتلاء والمحنة. أيقنت فيها أنّ خليلها يحبّها بصدقٍ ولن يتركها تكابد أحزانها بمفردها.

فعل كلّ ذلك وهو لم يرها قط، أحسّ بها وظلّ إلى جانبها دون مصلحة ينالها أو أجر يتقاضاه...مدّة قد ينساك فيها الأقارب والأصدقاء المقرّبون، لكنّ خليلا لم يكن كذلك، فقد طلب منها عنوان بيتها مراراًً لكي يأتي ويكون إلى جانبها، لكنّها لم تعطه إيّاه، فأخبرها أنّه يريدها زوجة له، ليستطيع تعويضها عما كابدته من أحزان وسألها: "هل تقبلين بي زوجا يا ليلاي؟":

أجابته في نفسها: "أقبل يا خليلي، وسعادة قلبي"، وصدق الشاعر عندما قال:

يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ       وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا.

mujeebur rahman June 1, 2022

حقا هي قصة رائعة وجميلة، كتبت بأسلوب عربي مبين ولغة رشيقة- أهنئ الكاتب على القصة وأتمنى له المزيد من الإبداعات الشيقة.

reply


Wasi Ahmad May 28, 2022

مبارك جدا أستاذى المحترم لكتابة هذه القصة الرائعة الحلوة، قرأتها مرات عديدة وتمتعت برشاقتها ،وروعتها كل مرة أكثر من قبل بدون شك تساوى هذه القصة مستوى القصص العالمى، وتتوفر فيها جميع الشروط القصص الناجحة، نتمنى لك مزيدا من التوفيق والنجاح، وبارك الله في إنتاجاتك العلمية والفكرية والأدبية، ولا تنسنى من دعائك الصالح

reply


Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal