مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

العروس الكسولة

Vol No 1, Issue No 2- مجلة قطوف الهند
April 01, 2022
706 


العروس الكسولة

بقلم: د. محمد أجمل[1]

            بينما الأسرة مشغولة في تحضير الغذاء والأب وابنه "داني" يسقيان الأشجار بالخارج، انشغلت بالمكالمة، "إيمان، يا بنيتي، ما الذي يجعلكِ دائماً على هاتفك، إذا قلتُ لك شيئاً، أو طلبت منك أن تقومي ببعض الأعمال، تأخذين وقتا طويلا في تنفيذه!"، قالت الجدّة العجوز لإيمان بعدما رأتها تتحدث مع صديقتها على هاتفها، فقالت: " نعم يا جدتي!، هل تقولين لي شيئاً؟" سألت إيمان جدتَها باستغراب.

"بنيتي، أخرجي سماعة الهاتف من أذنيك كي تسمعي ما يُقال لك."يا إلهي! غير معقول هذا الجيل، لا يُرى إلّا وهو ملتصق بالجوال، جيل مجنون حقّا..  راحت تتمتم الجدّة من ضجرها، ثمّ أردفت:

"يا إيمان، يا بنيتي! ساعدي والدتك في الأعمال المنزلية، ستكتسبين خبرة وصحّة، وسينقص وزنك أيضاَ، وتخففي قلق أمّك الدائم بشأن مستقبلك كبنتٍ... "تنهدت الجدة تنهداً عميقاً حمل داخله أعباء الجيل بأكمله.

جاء هادي مسرعا وهو ينادي: " إيمان! اكوِي لي قميصي، سأذهب إلى مكتبي فوراً واحتاج أن ألبسه".

"هادي! هل أنا الوحيدة هنا لتقوم بذلك؟؛ كنت أنوي الذهاب للقراءة في صالة الدراسة.” ردّت إيمان على الفور وهرولت إلى غرفتها، وبدأت في التحدث إلى صديقتها ساره والسماعة في أذنيها دون النظر حولها.

"ماذا أقول لك يا ساره؛ كلّ من رآني من أفراد عائلتي كلفني بعمل أو آخر، انتقلت أختي الكبرى إلى أميركا بعد زفافها وارتاحت، والآن بقيت هنا فقط أعيش لأخدم الجميع، لقد سئمت ذلك حقا، وأي أحد يطلب مني شيئا أعطيه عذرا للدراسة، وأهرع إلى غرفتي" ثم أتبعتها بضحكة تهكميّة سمعها هادي والجدّة خارجا وهما يتبادلان نظرات الحزن على إيمان وحالها.

كانت إيمان الابنة الصغرى لخليل، وهو الابن الوحيد للجدة (آمنة). وكان لدى خليل خمسة أبناء، أكبرهم سامي يعمل في دولة قطر، تليه هاجر التي هاجرت إلى أميركا بعد زواجها، ثم هادي الذي كان يعمل في شركة متعددة الجنسيات في بانغلور، وبعده إيمان التي كانت تدرس في إحدى جامعات بانغلور، بينما طه الأصغر سناً بين جميع الأبناء كان طالباً في كلية ويدرس في مرحلة البكالوريوس. وكانت ليلى (أم الجميع) تقلق في أكثر الأحيان حيال إيمان الكسلانة.

وكانت خادمة تأتي لأداء الأعمال المنزلية، لكن ليلى ربّة البيت كانت تقوم بمعظم الأعمال بنفسها. وبعد أن تزوّجت هاجر في سن مبكّرة، تريد الآن أن ترتاح وتفرح بزواج إيمان أيضا في القريب العاجل، إذا جاء العريس المناسب لها، لكن إيمان كسلانة في كل شيء.

وكانت ليلى تستاء من سلوك إيمان وتصرفاتها، وتنصحها في معظم أوقاتها سائلة إيّاها: ماذا ستفعلين حين تذهبين إلى بيت زوجك؟"، فلا تردّ إيمان بما يشفي الصدور بل تقول مستهزئة: "حينها سيساعدني زوجي ولن يطلب مني القيام بشيء يتعبني أو أكره القيام به، ثمّ إنّي لا أزال صغيرة ... "

جلست ليلى بجانب حماتها آمنة تشتكي لها الوضع وتظهر أمامها عن قلقها: "يا أمي! أنا منزعجة بشدة من استهتار إيمان في تصرفاتها وتقاعسها عن الأعمال المنزليّة، فماذا أفعل معها يا ترى؟ ومن سيرضى بها زوجة له؟"

قالت الأم: "يا ليلى أنت محقة يا ابنتي، لكنك لا تقلقي، كل شيء سيكون على ما يرام، إذا ذهبت إلى بيت زوجها سيتعين عليها القيام بكلّ الأعمال بمفردها لأنّها ستكون مجبرة، أمّا الآن فنحن ندفع ثمن دلالنا لها منذ الصغر".

أجابت ليلى:"دائما ما كنت تقولين لي إنك أعجبت بي لنشاطي يا أمّي فكيف ستعجب بها أمّ العريس يا أمّاه؟".

"حقّا يا ابنتي عندما جئنا لخطبتك أعجبتنا سرعتك ونظافتك يا ليلى، كنت كالنحلة تطيرين في أرجاء البيت حاملة القهوة والشاي، وعيناك على كلّ ناقص تكملينه، إضافة إلى ابتسامتك التي لا أزال أذكرها بعد مرور ثلاثين عاما" تبسمت الجدّة ووضعت يدها على ليلى: "ما زلتِ كذلك وذكية جدا، لا تبدين كأم لخمسة أطفال. لا أعرف لماذا لم تشبهك إيمان!؟". قالت آمنة تخفيفا لمخاوف زوجة ابنها.

ثمّ أضافت: "سترين ماذا سأفعل، سأبحث لها عن عريس بنفسي ليريها النجوم في وضح النهار."

جلست ليلى مندهشة لما تقوله الأم: "هل هناك خطبة ترينها مناسبة لها !؟".

 

" تلقيت اتصالاً من فهيمة بالأمس تطلب مني مشورة في خطبة مناسبة لحماها "فرحان"، وكانت تلمّح لإيمان وتسأل عنها، وذكرت في سياق الحديث أنها تحبها ... وفهيمة هي ابنة خالتي، كما تعلمين."

أجابت ليلى بطاعة وحسن إصغاء: "أعلم يا أمي، أعلم!"

أردفت الجدّة: "زوجها في البحرية وليس هناك سوى حموها وهو يعمل في الجيش، وحماتها "فاطمة" طيّبة وتتمتع بأخلاق حميدة، ذهبت منذ أسبوع إلى المملكة المتحدة لزيارة ابنها الأكبر الذي يعيش هناك، وطلبت من فهيمة أن يسرعا في تزويج "فرحان" ليطمئن قلبها على كلّ أولادها... سأتصل بفهيمة لأتبادل معها أفكاري هذه وعندما تعود "فاطمة" تأتي مع فهيمة لمقابلتنا، فما رأيك يا أمّ العروس؟" شعرت ليلى بالطمأنينة وتبسمت ثم استأذنت لتذهب إلى المطبخ لتحضير العشاء.

في الليل، عندما فرغ الجميع من العشاء، طلبت الأمّ من إيمان، "يا ابنتي المدللة!  اغسلي الأواني ونظّفي المطبخ".

"يا إلهي! أماه، أنت في كل وقت تطلبين منّي أن أعمل شيئاً"، قالت إيمان بشيء من الانزعاج.

لا تنزعجي يا بنيتي! إنها مسألة شهور فقط، قالت ليلى مبتسمة وهي تتبادل النظرات مع حماتها".

استغربت البنت المدللة كلام أمّها ولم تفهمه ولم تحاول الاستفسار عنه، فغسل الأواني بالنسبة لها كان همّا يحجب عقلها عن التفكير أو التدبّر في أيّ كلام آخر.

 "يا بني خليل، أريد أن أتحدث إليك". قالت آمنة لابنها، فأجابها: "نعم يا أمي، كلّي لك آذان صاغية".

"يا بني! هناك خطبة لإيمان مع حمو فهيمة، إنه عريس مناسب لها، يعمل لواء في الجيش، وغالبا ما يتم تعيينه في مدن مختلفة، أما أنا فاخترته لإيمان، حماة فهيمة تقيم في المملكة المتحدة، عندما تعود من سفرها، تأتي بها فهيمة إلى بيتنا للخطبة، فما رأيك؟

قال خليل متبسّماً: "نعم يا أمي، ما ترينه أنسب سيكون فيه خير، إيمان حفيدتك، وحتماً لن تختاري لها إلّا الأفضل".

 

بعد أسبوعين جاءت فهيمة مع حماتها فاطمة وفرحان لخطبة إيمان. أحب الجميع العريس، وتمّ ترتيب الزواج بسرعة لأنّ إجازة فرحان قصيرة وكلّ شيء كان مرتباً وجاهزاً. الآن أصبحت "إيمان فرحان" وأصبحت زوجة ابن فاطمة، كانت فاطمة سعيدة جداً، بقيت إيمان مع أسرة صهرها لبضعة أيام، وفي غضون ذلك جاء أمر تعيين "فرحان" وغادر إلى "جامو" و"كشمير" مع إيمان، تمّ إيواء فرحان من قبل الجيش وأعطي له خادم أيضا، لكنه كان معتاداً على القيام بأعماله بنفسه، ويقوم بكل شيء في الوقت المحدد له، الذي يعدّ جزءاً من واجباته.

انتبهت إيمان لنظام فرحان وحسن ترتيبه والتزامه، وحبّها له جعلها تغيّر من طبعها لتعجبه في كلّ الأحوال.

في الصباح، استيقظ فرحان مبكراً، وقام بإعداد الفطور لنفسه وأيقظ لإيمان أيضا: "استيقظي يا سيدتي ها هو الفطور جاهز. "

أسرعت إيمان إلى المطبخ ورأت أن الفطور جاهز على مائدة الطعام، تذكرت عادتها في البيت؛ كانت توقظني أمي من النوم في البيت وأقول أنّ نومي لم يكتمل بعد، ولكنّ الأمر هنا أصبح يجلب العار لها بينها وبين نفسها...

تناولا الفطور، استعدّ فرحان ليغادر إلى الثكنة وقامت إيمان لتودّع زوجها.

"يا عقيلتي! لقد رحبت بك اليوم، ولكنك الآن حرم "فرحان" الذي يتطلب تدريبها على الالتزام بالمواعيد، والصحو مبكراً، والنوم مبكراً وفي وقت محدد، وكل شيء يجب القيام به في الوقت المحدد. لذلك اعتقد أنّه يجب أن تعتادي يا أميرتي منذ اليوم الأول بأن نبدأ صباحنا باكراً." قال هذا فرحان مبتسماً وحياها مغادراً.

 

ابتسمت إيمان قائلة في نفسها: كان الصباح لطيفا اليوم يا حبيبي.

كان كلام فرحان كفيلا بأن يمتلئ قلبها بالشعور بالمسؤولية وشحنها بالطاقة اللازمة لأداء واجباتها نحو زوجٍ لم يظهر منه إلّا الحب والتعاون والتفاهم واللّطف.

بدأت إيمان يومها بتنظيف المنزل ورتبت كل شيء في البيت، وحضّرت الطعام قبل أن يأتي زوجها.

عندما عاد فرحان إلى البيت، رأى زوجته جاهزة بكل فرحة وبهجة، ابتسم وقال في نفسه: إن والدتي اختارت لي عروس أحلامي.

في بداية الأمر، كانت إيمان قلقة بشأن كيفية القيام بالأعمال بمفردها، لكن فرحان قدّم لها الدعم المطلوب. واعتادت إيمان على القيام بالأعمال المنزلية بنفسها وتحكمت أيضاً في وزنها، واتبعت نظاما غذائيا متوازنا، كان من أثرها المحمود انخفاض وزنها أيضًا وأصبحت الآن أكثر خفة ونشاطاً.

ذات يوم أثناء حديثها عبر مكالمة فيديو، كانت الأسرة تودّ رؤية العروس في بيتها شعرت ليلى بسعادة غامرة لرؤية إيمان. قالت الجدة التي كانت جالسة بالقرب: " حقًا يا إيمان! لقد غيرتِ نفسك كثيراً ". ضحكت إيمان بصوت مرتفع وقالت:

"إنّه الحبّ يا جدتي، ثمّ إنّ هذا بيتي ليس فيه أمّي التي كانت تدللني، بل أصبح واجبي الآن تدليل زوجي."

وفي أوّل زيارتها لبيت العريس دُهشت الأسرة بالتغيّر الجذري البادي على ابنتهم، وكأنّ لسان حالهم يقول: هل هي إيمان ذاتها الكسولة التي لم تكن تقوم بأي عمل في البيت؟ وكأنهم فهموا ما ألمحت إليه إيمان: إنه الحب الذي يغير كل شيء، نعم! الحب قد يزيح الجبل من مكانه وقد يذيب الحجر!

 


أستاذ مساعد بمركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو - نيودلهي

مخلص June 6, 2022

ماشاء الله، القصة ممتعة جدا

reply


Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal